فن التحنيط مصري 100 %
التحنيط فن مصري قديم فقد كان الفراعنة يفرغون الجسم من كل احشائه و كذلك الرأس ايضا- باستثناء قلب المتوفى حيث اعتقد أن القلب هو مركز للكينونة والعقل- ثم يضعون الجثمان في النطرون- نوع من الملح الصحراوى يستعمل فى التجفيف- و الزيت اربعين يوما .. ثم يضعونه في العسل و الصمغ و القطران و في النهاية يلفونه بخيوط الكتان فيبقي الجثمان سليما من العفن الوف السنين .. و ربما الفراعنة معذورين في عادتهم هذه .. فقد لجأوا اليها لانهم يرون ان الموت ليس هو النهاية.. و انما هو مرحلة متوسطة بين الحياة و العالم الاخر لذلك كان يجب يحافظوا على أجسادهم بعد الموت فى حالة جيدة ويحافظوا على الملامح الجسدية.. كل ذلك من أجل أن تتعرف الروح على جسد صاحبها، لأن تدمير الجسد يعنى أيضاً فى عقيدتهم فناءاً للروح.
و في عصرنا الحديدث ظهرت جمعية تحنيط الموتي في ولاية "يوتا" الامريكية و ربما هؤلاء ايضا معذورين .. فمعظمهم ترفض عقولهم تصديق الحياة الاخري او حتي فكرة الموت و فناء الروح و قد صدق الله العظيم حين قال:
(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون
لذلك سعي هؤلاء للتحنيط لخوفهم من الموت و ايضا لطمعهم في بعض الوجود في حياة اقاربهم حتي بعد موتهم
و لكن نحن المسلمون ما عذرنا في أن نحنط ما هو أهم من الجسد بكثير !!؟ ألا و هو أراضي الوطن !! ففي كل مرة أمر عليها و أسير فوقها يجتاحني الحزن و تنهمر من مقلتاي الدموع .. ثم امضي في طريق سيري متسائلة .. لماذا ما زلت بكرا ايتها الارض ؟! رغم ان طبيعتك خصبة و مساحتك و اسعة و رمالك ناعمة !! لماذا تم تكديس 98% من سكان مصر في 4% فقط من مساحة الوطن ..!!
ثم لماذا نهاجر و نبحث بعيدا عن حياة كريمة لنا مع ان امانينا و مستقبلنا و طعامنا و شرابنا تحت اقدامنا .. في الارض .. في تراب مصر .. و لماذا لا نعطي لكل شاب قطعة ارض تكون له جزيرة الامن و الامان .. هي منطلق المستقبل الي النور و العمل و الثروة و تكوين الحياة الاسرية السعيدة .
نحن الان نحتاج لتراب مصر .. نحتاج الي الديموقراطية التي تمنحنا حق توزيع الارض بيننا حتي نعيش علي زراعتها و حمايتها و تسويقها و تصديرها و تطويرها .. و ها أنا اتمني لكل ارض محنطة مازلت بكرا .. ان ينال منها كل شاب محتاج لينجب منها رزقا و يحصل منها ايضا علي خيرات كثيرة تعم بركتها عليه و علي الوطن كله .. بدلا من ان نري ارضا شاحبة المعالم و شاب بائس يعاني من الفقر الذي قد يضطره في اي وقت للجريمة ليجد علي الاقل طعامه او قد يتجه الي الادمان لنسيان همومه و اهدافه و احلامه بما فيها ذلك الجوع الذي ينهش فيه .. و ما اكثر انواع الجوع في اوطاننا العربية !!
بقلم / أسماء عايد
هناك تعليقان (2):
أضم صوتي لقوة صوتك و أسحب ما قلتيه على كل دولنا العربية..
أهنيك على هذه المدونة الرائعة الراقية و الى الامام.
مالك
رقي مدونتي نابع من رقي سيادتكم..
بارك الله فيك
إرسال تعليق