السبت، 3 مايو 2008

يا زعماء العرب .. هاتوا تقاريركم


كتبت أسماء عايد بجريدة المصريون : بتاريخ 18 - 4 - 2008
في الدول الغربية يوجد قانون يحتم علي كل زعيم أن يقدم تقريراً لشعبه عن صحته البدنية و النفسية..بالطبع لأن هذا يؤثر علي طبيعة القرارات التي يتخذها و من ثم علي مستقبل الدولة بأسرها.و جدير بالذكر أن هناك فرقا شاسعا بين الزعيم و بين الحاكم سواء كان ملكاً او رئيساً و المثال علي ذلك نيلسون منديلا فقد كان نجماً في أفق الحرية، وزعيماً عالمياً في مدرسة النضال، ومنظِّراً عبقرياً في دستور حقوق الإنسان حيث أنه عين رئيسا لجنوب افريقيا لكنه كان نموذجا للزعامة منذ بداية انضمامه الي المجلس الافريقي القومي في عام 1942 و لم تمنعه سنوات اعتقاله ال27 من النضال لأجل انهاء سياسة التمييز العنصري ضد الأغلبية السوداء..حتي أنه حصل مع الرئيس فريدريك دكلارك في عام 1993 علي جائزة نوبل للسلاماما عن قانون التقارير الصحية الموجود بالغرب..فقد حيرني جدا مما جعلني اتساءل:لماذا لا يقدم لنا الزعماء العرب تقريرا عن صحتهم؟!!ألسنا من الشعوب المعترف بها كهؤلاء!!!و لا أخفيكم سرا أنني علي يقين-مثلكم تماما-اننا لسنا كهؤلاء..خاصة بعد الاحصائية الاخيرة التي دلت علي ان الشعوب العربية هي اكثر الشعوب احباطا بالعالم حيث يعاني 20 مليون انسان عربي من اكتئاب شديد و منهم من حاول الانتحار و بعضهم انتحر بالفعل...و لكن قد يسأل سائل:و هل الزعماء العرب تصيبهم الامراض النفسية و البدنية مثلنا؟؟و برأيي اننا اذا اعتبرنا انهم بشر و ليسوا الهة او انصاف الهة-كما يعتقد البعض-فقطعا هم عرضة لأي مرض..رغم انهم لا يصرحون و لا أعتقد انهم سيصرحون..و لا أعلم لماذا صحة الزعماء العرب يوضع تحتها خطً احمر الي هذا الحد؟!!ربما لانعدام الثقة بين الحاكم و المحكوم في بلادنا؟؟ و ربما لأن التعتيم علي أي شئ هو السائد في مجتماعتنا!؟و اذا نظرنا للوجه الاخر من الميداليه فسنجد ريجن اصيب بالزهايمر في ايامه الاخيره و تم التصريح بهذا امام العالم اجمع..و رئيس الدنمارك الحالي أعلن انه مصاب بالاكتئاب و كذلك رئيس وزراء النرويج اصيب باكتئاب شديد فقرر الاعتزال ..قائلا:اذا تمسكت بمنصبي ستكون كل قراراتي تشاؤمية سوداء و هذا ما لا اريده لشعبي!و بصراحة حين سماعي قراره بالاعتزال همست في اعماقي قائلة:لو لم اكن عربية لوددت أن أكون نرويجية..حتي انعم بهكذا مسئولو أنا حين اطلب من الزعماء العرب تقديم تقارير صحية كهذه ..فهذا يصب في المقام الاول لصالحهم كي لا يتطاول عليهم المتطاولون باشاعات مغرضة كتلك التي خرجت مؤخرا في مصر!!

هناك تعليقان (2):

khawater يقول...

مبروك يا دكتوره اسماء على المدونه
والى الامام دائما

د/ محمد

asmaa.ayed يقول...

شكرا دكتور محمد .. ابحرت ايضا في مدونة سيادتكم و هي ايضا جميلة.. شكرا لك