كتبت أسماء عايد- بجريدة المصريون : بتاريخ 19 - 3 - 2008
كان ثغري باسما و قلبي ضاحكا حين استيقظت ذلك اليوم..يوم 14 مارس ثم ذهبت لأتصفح الجرائد عبر الانترنت و حين أشرقت في عيني صحيفة المصريون ,وجدت أول ما وجدت مقالة بعنوان "سلامتك يا خال" لأستاذنا الجليل محمود سلطان و كان موضوع المقال يدور حول الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي..كلمات المقالة عبرت من عيني إلي قلبي كالنيزك المارق فأحدثت داخلي انقلابا!!و لكنه انقلاب مشروع في دولة مشاعري
فقد تأثرت جدا بها..تأثرت بالكاتب و المكتوب عنه-الأبنودي- حتى أني بكيت بكاء لم تعرفه عيني منذ أن فارقني جدي رحمه الله و رحم جميع موتي المسلمين
تأثرت بالكاتب الأستاذ محمود سلطان لأنه من الصحفيين القليلين الذين يمتلكون ذلك الصفاء الفكري و النقاء الخلقي الذي يتيح له العيش فوق برج عاجي مرتفعاً بذلك عن بحر الدنايا الذي يغمر أهل عصره-وهذا هو دور الكاتب الحقيقي...كما أعلن أني أحسده علي تعبيراته شديدة الفخامة و علي سبيل المثال لا الحصر : فلمثلك يا عبد الرحمن تأوي "الكلاشينكوف" إلى غمدها
أما عن سبب تأثري بشاعرنا الكبير و صاحب أيامي الحلوة عبد الرحمن الأبنودي فهذا لأن الأبنودي يمثل في حياتي حالة خاصة جدا..فقد تعودت علي قراءة و تأمل أعماله منذ كنت أراقب القمح في نموه -في طفولتي- و الأزهار في تفتحها- في شبابي و لا أعلم لماذا يروق لي دائماً وصفه بأنه كالشعب المرجانية المتلألئة ربما لأن كلماته انسيابية كما تظهر هذه الشعب داخل ماء البحر و ربما لأن كلماته تخترق العقول لقوتها و صلابتها كما تظهر هذه الشعب عند خروجها من البحر أو ربما لأن الابنودي وحده بحر بل نهر عميق من الإبداع و القيم و المبادئ الصعيدية التي لم تتغير و لم تتعولم مع العولمة أما عن سبب التجائي إلي البكاء فلأنني تألمت لألم أستاذي الأبنودي و مرضت لمرضه-شفاه الله
و عن سبب شعوري بالتوحد مع شخصه الكريم فلأنني منذ كنت في المدرسة الإعدادية و كل زملائي و صديقاتي يلقبونني بالأبنودي ..ليس لأني أشبه خارجيا رغم أن هذا يشرفني و يسعدني لأني أري سمار بشرة الأبنودي دليلا علي حب الشمس له، فأغدقت عليه من أشعتها ..ولكن سبب تلقيبي بالأبنودي ربما يعود إلي تمسكي بقيمي و مبادئي رغم مياعة العالم من حولنا!!فأنا بذلك اشبه و ربما يعود إلي أني كتبت الشعر و الخاطرة في طفولتي المبكرة و ربما لأني نشأت بين عدة أسر من أصل صعيدي لكنهم يقطنون مدينة السويس- مدينتي الباسلة
و أيا كان السبب فأشكر كل من منحني هذا اللقب..مع أني إلي جواره يتضاءل جدا حجم موهبتي و تنحني له كل خلايا العقل, أما خلايا قلبي و لساني فسأكرس دورهم في الدعاء له بالشفاء العاجل و أن يحتسب ألمه في ميزان حسناته و يعيده الله إلينا و إلي أسرته في أقرب وقت-ان شاء الله
و كلمتي الأخيرة إلي أستاذنا الكبير محمود سلطان الذي سمح لنا بمعرفة أخبار الأبنودي لطلب الدعاء له فحقا نعم الصديق أنت حفظك الله له و حفظه لك وحفظكما لنا جميعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق