الاثنين، 5 مايو 2008

اخلع حذاءك و أهبط !!

كتبت أسماء عايد-بجريدة المصريون : بتاريخ 1 - 4 - 2008
خلال رحلتي الجوية المتجه من ايطاليا إلي الإمارات العربية المتحدة في الشهر الماضي استمعت-كالعادة- الي تعليمات "شركة الطيران" المتعلقة بالخدمات و بحالة الطوارئ و الهبوط الاضطراري و رغم إنني سافرت عدة مرات علي مختلف شركات الطيران منها المصري و منها اليوناني و منها الإيطالي.. لكن خلال رحلتي علي طيران الإمارات ربما كانت المرة الأولي التي التفت فيها إلي أننا في حالة استخدام سترة النجاة –الموجودة أسفل المقعد-استعدادا للهبوط"القفز من الطائرة" فإننا يستوجب علينا خلع أحذيتنا قبل مغادرة الطائرة و من ثم نصارح الرياح و أقدامنا عارية!!
و لا أدري لماذا ضحكت جدا حين سمعت ذلك التنبيه! حتي أن كل الركاب من حولي التفتوا إلي.. و بعضهم ضحك لضحكي –و ربما ضحك علي- و لكن قررت مستقبليا استشارة خبير في وسائل الأمان بالطائرات لا فهم تحديدا لماذا نخلع أحذيتنا؟!
ذلك أنني لا ترضيني الإجابات العشوائية من غير المختصين و أهل الخبرة
و علي متن الطائرة –بجواري- كانت تجلس امرأة أنيقة و يبدو أن حذائها ثمين عرفت ذلك من الحزن الذي لحق بعينيها منذ علمت –المسكينة- بخبر خلع الأحذية لكن نظرتها الحزينة كانت ممتزجة بنظرة حادة رافضة للأوضاع.. و كأنها أرادت أن تقول:يا نعيش عيشه فل يا نموت إحنا الكل "إحنا و أحذيتنا"
هي كانت مستعدة أن يفني عمرها و تبقي بالطائرة التي قد تتهشم لكن لا تضحي بحذائها!!هي صاحبة مبدأ و لا شك في هذا، كما أنها صاحبة حذائها و لا شك في هذا أيضالكن الشك في هؤلاء الذين يتمسكون بالأحذية رخيصة كانت أم غالية..!
كل الشك في هؤلاء الذين يتمسكون بل و تتعلق أراوحهم بكل ما هو زائل كالأموال و العقارات و المجوهرات و تحصيل العلم الذي لا فائدة منه ... و غيره و غيره من فتن الدنيا و زينتها
نعم "الدنيا حلوة " و لكنها لن تدم لاحد قال تعالي في كتابه العزيز"كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
نعم "الدنيا مغرية" تفتن الكبير قبل الصغير فينا لكن إن شاء الله الحياة في الآخرة أجمل و احلي فالجنة فيها ما لعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر- جعلنا الله وإياكم من أهلها- فهيا بنا نجتهد و نعمل ليوم الحساب يوم نقف فيه بين يدي الرحمن و نسأل ماذا قدمنا لديننا و لوطننا و لأهلنا و لأنفسنا؟
فهل قدمنا شيئا يستحق أن يذكر أمام الله عز و جل؟!
أحبائي في الله تذكروا اننا يوما ما سنخلع جميعا أحذيتنا و نهبط لمصيرنا المحتوم ألا و هو الموت.. فلنتقي الله قدر استطاعتنا
وفقكم الله و وفقني لما يحب و يرضي
***
تخلع الأحزية فى حالة الهبوط الاضطرارى على الأرض أو الماء. تنتفخ عندالأبواب مزلق بلاستيكية آلياًلتسهيل نزول الركاب من الطائرة . الأحذية تعوق الحركة على المزالق أو تتسبب فى افراغها من الهواء لذا تخلع الأحذية

ليست هناك تعليقات: